للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[مقارنة بين جيشين]

وكأن الجبرتي راح يفتش عن أسباب هزيمة جيش طوسون باشا، فأقام من نفسه لجنة لتقصي الحقائق، فأثبت الآتي:

(حدثني بعض أكابرهم من الذين يدعون الصلاح والتورع، قالوا: "أين لنا بالنصر، وأكثر عساكرنا على غير الملة، وفيهم من لا يتدين بدين، ولا ينتحل مذهبًا، وصحبتنا صناديق المسكرات، ولا يسمع في عرضينا أذان ولا تقام به فريضة، ولا يخطر في بالهم ولا خاطرهم شعائر الدين، والقوم -إذا دخل الوقت- أذن المؤذنون، وينتظمون صفوفًا خلف إمام واحد بخشوع وخضوع، وإذا حان وقت الصلاة والحرب قائمة، أذن المؤذنون وصلوا صلاة الخوف فتتقدم طائفة للحرب، وتتأخر الأخرى للصلاة، وعسكرنا يتعجبون لأنهم لم يسمعوا به، فضلًا عن رؤيته ... " إلى أن قال: "وكشفوا عن كثير من قتلى العسكر (العثماني) فوجدوهم غُلْفًا غير مختونين، ولما وصلوا بدرًا واستولوا عليها وعلى القرى والخيوف وبها خيار الناس، وبها أهل العلم والصلحاء، نهبوا وأخذوا نساءهم وبناتهم، وأولادهم وكتبهم، فكانوا يفعلون فيهم ويبيعونهم من بعضهم لبعض، ويقولون هؤلاء الكفار الخوارج، حتى اتفق أن بعض أهل بدر الصلحاء طلب من بعض العسكر زوجته، فقال له تبيت معي هذه الليلة، وأعطيها لك في الغد" (١).


(١) "السعوديون والحل الإسلامي" ص (١٨١)

<<  <   >  >>