لقد تركت الحملات الإعلامية المناهضة أثرًا لا يُستهان به في العامة والخاصة، وشكَّلت موقفهم العدائي المتعجل من الشيخ ودعوته، في وقت كان خصومه يملكون الآلة الإعلامية الفعالة، والآلة العسكرية القتَّالة، وكان مجرد التلويح بتهمة "الوهابية" كافيًا في قمع من يُشَم منه رائحة السلفية، لا في البلاد العربية وحدها، بل في سائر أرجاء العالم الإسلامي.
- ففي ولاية "قازان" الروسية كان الشيخ العلامة المحقق عبد النصير أبو النصر بن إبراهيم القورصاوي (ت ١٢٢٧ هـ) متبعًا لمذهب السلف، مجافيًا لما أحدثه الخلف، يظهر عقيدته ومذهبه دون مبالاة منه لكثرة الجُهال والمقلدين والجامدين.
وعندما سافر إلى بخارى سنة (١٢٢٣هـ)، وجاهر بمخالفة البدع، ودعا إلى العمل بالكتاب والسنة، قام عليه علماء بخارى وكفَّروه، ورفعوا أمره إلى الأمير حيدر بن معصوم البخاري، وحرَّضوه على قتله، فدعاه الأمير، وجمع العلماء المذكورين، فحصلت المناظرة بينهم فحكموا بابتداعه، بل بكفره، ووجوب قتله إن
= وقال بدون تردد: " إنه وهابي، ولكنه يسمي نفسه حنبليًّا،، فالمسكين لا يعرف أن اصطلاح الوهابية ما عُرِف إلا بعد ابن القيم بأكثر من أربعة قرون.