كان من المقرر أن يصطحب ستة من علماء الأزهر وفقهائه حملة "محمد علي" الأولى إلى جزيرة العرب تحت قيادة "طوسون باشا"، ولكنهم تخلفوا في الشرقية بأعذار مختلفة، وكلها من التكئات الواهية، فهم مطالَبون بمناظرة علماء التوحيد أمام الناس عند الغزو، كنوع من الإعلام يستخدمه الأتراك لإحراج علماء السعودية، وعلماء الأزهر يدركون أن ما يقوله العلماء هناك حق وصدق، وهو لب الدين وجوهره، ويصعب عليهم أن يقولوا ما لا يعتقدون، وإن قالوا؛ فلن يجدوا الأدلة على باطلهم من القرآن والسنة، وسيكون موقفهم مزريًا ومثيرًا للخجل والاحتقار.
ولم يكن منتظرًا منهم أن يذهبوا مع الحملة إلى جزيرة العرب، ثم يعلنوا انضمامهم إلى إخوانهم من العلماء، تاركين أهلهم وأولادهم في مصر تحت رحمة الباشا الطاغية، ثم هم ليسوا من طلاب الشهادة والاستبسال بوجهٍ عام (١).