كان "عبد الرحمن الجبرتي" -وهو أحد مشاهير علماء الأزهر- يطالع، ويدون -في حذر- ما يأتيه من أخبار الحركة الوهابية.
وكان -أحيانًا- يقتصر على ذكر ما يترامى إليه من أخبار، وما يجيء في المعلومات الرسمية، ولكن الحقيقة لا يمكن أن تخفى على كل الناس كل الوقت، إذ انقشع الضاب، وأسفر الصبح عن وجه الحقيقة.
يقول الجبرتي:
"وحضر صحبة الحجاج، كثير من أهل مكة هروبًا من الوهابي، ولغط الناس في خبر الوهابي، واختلفوا فيه، فمنهم من يجعله خارجيًّا وكافرًا، وهم المكِّيون ومن تابعهم، وصَدَّق أقوالهم، ومنهم من يقول بخلاف ذلك لخلو غرضه".
يعلق الأستاذ أحمد رائف قائلًا:
واضح أن الجبرتي قد اختار معسكره، لا لسبب إلا لأن المعلومات قد توافرت، فقد زوَّد الوهابيون الحجاج ببعض المنشورات التي تشرح فكرهم، وقرأها الجبرتي، كما ناقشها مع الحجاج العائدين، وسمع منهم وسألهم، ثم سلك سلوك المؤرخين الشرفاء، أو الصحفين المخلصين لشرف المهنة؛ فقد أثبت منشور الوهابي حرفيًّا، قال:
وأرسل الوهابي إلى شيخ الركب المغربي كتابًا، ومعه أوراق تتضمن دعوته وعقيدته، وصورتها (١):-
(١) "عجائب الآثار في التراجم والأخبار" للجبرتي- حوادث (١٢١٨) هـ.