للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[شاهد من أهلها]

ومن سوء حظ أعداء الدعوة السلفية الوهابية أن الله -سُبحَانَهُ وَتَعَالى-، كما بارك في علم ودعوة شيخ الإسلام -رحمه الله- بارك في أبنائه وذريته وتلامذته فبرز منهم علماء ربانيون أفذاذ استعملهم الله -تَعَالى- في الذب عن دعوة التوحيد بكل كفاءة واقتدار جيلًا بعد جيل، فصنفوا الكتب (١) للرد على الدعايات المغرضة بأسلوب علمي رصين يحيلها هباءًا منثورًا، وهذه الخاصية العظيمة جعلت المؤرخ التركي "جودت باشا" -وهو شاهد من أهلها- يقر ويعترف بضعف وضحالة حجة كل من صنفوا ضد الوهابية مقارنة بكتابات علمائها الراسخين، فقال:

"إن الرد على الوهابية يستوجب ثقافة واسعة، ومعرفة بأحوال البلاد العربية الدينية والاجتماعية والسياسية، ووقوفًا على علوم الدين، واطلاعًا واسعًا على الحركات الفلسفية، ومقدرة على الجدل والإقناع .. وكل ذلك مفقود عند العلماء الذين ردوا على الوهابية، وكل ردودهم مشحونة بالسخف والهراء .. وإنهم يقدمون بأيديهم وسيلة للسخرية منهم ومن ردودهم .. " (٢) اهـ.


(١) وقد رصد الشيخ/ مشهور حسن سلمان الكتب التي هاجمت الدعوة الوهابية فبلغت عنده اثنين وسبعين كتابًا، ذكرها في كتابه: "كتب حذر منها العلماء" (١/ ٢٥٠ - ٢٨٦).
(٢) " الوهابية حركة الفكر والدولة" ص (٣٠، ٣١).

<<  <   >  >>