ضد الإسلام والمسلمين، ويريدون هدم المسجد النبوي، ويسبون النبي والعياذ بالله. وكان الأثر الإيجابي لهذه الدعاية السوداء التي انتشرف عبر العالم، أنه إذا قُدِّر لواحد أو أكثر أن يلتقي بهؤلاء الدعاة الجدد ويستمع إليهم، ويرصد سلوكهم، فهؤلاء يكونون خير من يتكلم عنهم، وينشر فضائلهم، ويجذب إليهم عددًا أكبر من الأصدقاء والمؤازرين.
فالكلام الأجوف يتبدد مع الزمن برغم ضرره البالغ في وقته، وتظل الحقائق هي الأساس الجيد للبنيان.
وقد رأينا هذا في حالة الجبرتي شيخ المؤرخين المصريين في ذلك العصر، كيف كان يستمع إلى البيانات الرسمية، ويدونها في يومياته أو تاريخه كما يسمعها ولكن على حذر، ثم يتحول بعد ذلك، عندما تكشفت له الحقائق، وظهرت له الأمور في وضوح، إلى أن يكون من الذين يدافعون عنهم ويقفون في صفهم، ويتحدى في مؤازرته لهم الملوك الجبابرة، ثم يبقى رأيه فيهم تاريخًا يُقرأ على مَرِّ الأيام والقرون.
والذي يبدو أن كتابات الجبرتي تركت في نفوس الناس أثرًا طيبًا عن السعوديين ودعوتهم، وجعلت بعض علماء الأزهر على رأيهم، وصارت لهم في مصر مجموعات على فكرهم وتؤازرهم وتدافع عنهم وتبلغ أخبار أعدائهم إليهم فيأخذون حذرهم قدر استطاعتهم.