للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من الحجاج المغاربة، ولكن أكثرهم -وأشدهم تعصبًا بالطبع- عرب خُلَّص من شبه الجزيرة") (١).

يقول الأستاذ أحمد رائف في "الدولة السعودية":

"وقد رأيناهم -أي السعوديين- يدافعون مع المصرين ضد الفرنسين إبان الحملة الفرنسية في سبيل الإسلام، ورأيناهم مرة أخرى على أسوار رشيد يدافعون ضد حملة فريزر الإنجليزية عام ١٨٠٧ م، حتى منعهم ومنع غيرَهم باشا مصر، وأفهمهم أن حق الحرب والقتال والدفاع ليس مباحًا لأي أحد، بل هو خالص للأتراك والأرناؤوط (٢). وهذا الاختلاط العملي نقل الكثير من سلوكهم وأفكارهم إلى الناس، فتأثروا بهم، واعتنقوا مبادئهم، وقد رأينا في الحملات التي ذهبت إلى جزيرة العرب بغرض القضاء على دولة السعوديين، كيف تخلف الكثير


(١) "السعوديون والحل الإسلامي" ص (١٢٥ - ١٢٦) بتصرف.
(٢) وفي مثل هذا يقول محمد جلال كشك: "وتعفن الجهاز العثماني، بينما زادت اتكالية الشعوب العربية، فقد عزلهم العثمانيون عن مهام الدفاع أو البناء الحضاري، واكتفوا منهم بقراءة البخاري لنصر الأسطول العثماني، وتمويل الخزينة المثقوبة، والصبر على فسوق جند السلطان وفحش ولاته، فلما بدأ غزو الوطن العربي، واستصرخ العرب السلطنة، اكتشفوا أنها أعجز من أن ترد هذا التحديَ، بل واكتشفوا أنها أصبحت القيد الذي يشل قدرتهم على المقاومة ويسهِّل الغزو الأجنبي"اهـ من "السعوديون والحل الإسلامي" (١٠٣، ١٠٤).
ثم انظر ما قاله الرافعي في "عصر محمد علي" ص (٥٨):
"كان جنود القاهرة وقتها معظمهم من الأرناؤوط والدلاة وأخلاط السلطنة العثمانية، وقد اشتهروا بالسلب والنهب لدرجة أن أهالي رشيد أثناء الحملة الإنجليزية على مصر رفضوا أي مدد من جنود القاهرة، وآثروا الدفاع عن رشيد بأنفسهم" اهـ.

<<  <   >  >>