(٢) وفي مثل هذا يقول محمد جلال كشك: "وتعفن الجهاز العثماني، بينما زادت اتكالية الشعوب العربية، فقد عزلهم العثمانيون عن مهام الدفاع أو البناء الحضاري، واكتفوا منهم بقراءة البخاري لنصر الأسطول العثماني، وتمويل الخزينة المثقوبة، والصبر على فسوق جند السلطان وفحش ولاته، فلما بدأ غزو الوطن العربي، واستصرخ العرب السلطنة، اكتشفوا أنها أعجز من أن ترد هذا التحديَ، بل واكتشفوا أنها أصبحت القيد الذي يشل قدرتهم على المقاومة ويسهِّل الغزو الأجنبي"اهـ من "السعوديون والحل الإسلامي" (١٠٣، ١٠٤). ثم انظر ما قاله الرافعي في "عصر محمد علي" ص (٥٨): "كان جنود القاهرة وقتها معظمهم من الأرناؤوط والدلاة وأخلاط السلطنة العثمانية، وقد اشتهروا بالسلب والنهب لدرجة أن أهالي رشيد أثناء الحملة الإنجليزية على مصر رفضوا أي مدد من جنود القاهرة، وآثروا الدفاع عن رشيد بأنفسهم" اهـ.