للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال: ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالس على القبر، فرأيت عينيه تدمعان، فقال: "هل فيكم أحد لم يُقارف (١) الليلة؟ " فقال أبو طلحة: أنا، قال: "فانزل في قبرها" قال: فنزل في قبرها فقَبَرها (٢).

٦ - بكى - صلى الله عليه وسلم - عند موت ابنة له أيضاً، فعن ابن عباس رَضْيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قال: أخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ابنة له تقضي (٣) فاحتضنها فوضعها بين يديه فماتت وهي بين يديه، فصاحت أُمُّ أيمن، فقال: يعني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أتبكين عند رسول الله؟ " فقالت: ألست أراك تبكي؟ قال: "إني لست أبكي إنما هي رحمة، إن المؤمن بكل خير على كلِّ حال، إنَّ نفسه تُنزع من بين جنبيه وهو يحمد الله - عز وجل - " (٤).

٧ - بكى - صلى الله عليه وسلم - عند وفاة أحد أحفاده، فعن أسامة بن زيد رَضْيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قال: أرسلَتْ بنتُ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - (٥): إنَّ ابني قد احتُضِرَ فاشْهَدنا، فأرسل يُقرِئُ السلام ويقول: "إنّ لله ما أخذ، وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمّى، فلتصبر ولتحتسب" فأرسلت إليه تقسم عليه ليأتينّها، فقام ومعه سعد بن عبادة، ومعاذ بن جبل، وأُبَيّ بن كعب، وزيد بن ثابت، ورجال - رضي الله عنهم -، فرُفِعَ إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - الصبيُّ، فأقعده في حجره ونفسه تقعقع، قال: كأنها شَنّ، وفي رواية: (تقعقع (٦) كأنها في


(١) قال ابن الأثير: ((قارف امرأته إذا جامعها)). انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة (قرف).
(٢) البخاري، كتاب الجنائز، باب الكفن في ثوبين، برقم ١٢٨٥، ورقم ١٣٤٢.
(٣) تقضي: تشرف على الموت.
(٤) أحمد، ١/ ٢٦٨، والترمذي في الشمائل، برقم ٣٢٤، وصححه الألباني في مختصر الشمائل، برقم ٢٧٩.
(٥) قيل: إنها زينب رَضِيَ اللهُ عَنْهَا؛ بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
(٦) تقعقع: تضطرب وتتحرك.

<<  <   >  >>