للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عزّاه الوليد في رجله، فقال: اللهم لك الحمد، كان لي أطراف أربعة، فأخذت واحداً، وأبقيت ثلاثة، فلئن كنت قد أخذتَ فقد أبقيت، وإن كنت قد ابتليت فَلَطَالَمَا عافيت، فلك الحمد على ما أخذت، وعلى ما عافيت، وكان قد صحبه بعض أولاده ...

فمات أحبهم إليه فَعَزَّوْهُ فيه، فقال: الحمد لله كانوا سبعة، فأخذتَ منهم واحداً وأبقيتَ ستة، فلئن كنتَ قد ابتليتَ، فلطالما عافيتَ، ولئن كنتَ قد أخذتَ، فلطالما أعطيتَ، ثم رجع إلى المدينة، وما شكا ذلك إلى أحد، فلمّا دخل المدينة أتاه الناس يسلّمون عليه ويُعزُّونه في رجله وولده، فبلغه أن بعض الناس قال: إنما أصابه هذا بذنب عظيم أحدثه، فأنشد عروة في ذلك، والأبيات لمعن بن أوس:

لعمركَ ما أهويتُ كفِّي لريبةٍ ... ولا حَمَلَتني نحوَ فاحشةٍ رجلي

ولاقادني سمعي ولابصري لها ... ولا دلَّني رأيي عليها ولا عقلي (١)

٢ - خشوع عامر بن عبد الله بن قيس (٢) في صلاته رحمه الله تعالى كان لهذا الرجل من الأخبار في الخشوع في صلاته الأخبار الكثيرة، ومنها:

* قيل له: أتحدِّث نفسك في الصلاة؟ قال: أحدِّثها بالوقوف بين


(١) البداية والنهاية لابن كثير، ٩/ ١٠٢ - ١٠٣.
(٢) قال الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء، ٤/ ١٥: ((عامر بن قيس، القدوة، الولي، الزاهد)) كان ثقة من عبّاد التابعين، قال فيه كعب الأحبار: هذا راهب هذه الأمة، قال أبو عبيد: كان عامر بن عبد الله الذي يعرف بابن عبد قيس يقرئ الناس، قيل: توفي في زمن معاوية - رضي الله عنه -، [انظر: سير أعلام النبلاء/ ٤/ ١٩].

<<  <   >  >>