للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

* وكذلك كان أصحابه - رضي الله عنهم -، والتابعون لهم بإحسان: فقد كان الخليفة الراشد عثمان بن عفان - رضي الله عنه - (١) يختم القرآن في ركعة كما ثبت ذلك عنه (٢)، وما ذاك إلا لغيبته عن تعب طول القيام بإحساسه بلذة القرآن، وهو القائل: ((لو طَهُرَتْ قلوبُكم ما شبعتُم من كلام ربكم)) (٣).

* وكذا تميم الداري - رضي الله عنه - (٤)، وسعيد بن جبير (٥)، والإمام أبو حنيفة النعمان (٦)، رحمهما الله يختمون القرآن في ركعة واحدة في أناسٍ لا يحصون كثرةً كما قال النووي رحمه الله (٧)، ولعل هذا في ليالي الشتاء الطويلة، أضف لذلك بركة الوقت.

والأفضل أن لا يختم في أقلِّ من ثلاثة أيام؛ لحديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وفيه: ((لا يفقه من قرأ القرآن في أقلِّ من ثلاث)) (٨).


(١) استشهد رحمه الله سنة ٣٥ هـ.
(٢) مصنف عبد الرزاق، ٣/ ٣٥٤، أبو عبيد في فضائل القرآن، ص ٩٠، وابن المبارك في الزهد، ص ٤٥٣، والبيهقي في السنن، ٢/ ٣٩٦، وتاريخ دمشق، لابن عساكر، ٣٩/ ٢٣٣.
(٣) الإمام أحمد في الزهد، ص ١٨٨، وحلية الأولياء، ٧/ ٣٠٠.
(٤) توفي الصحابي الجليل تميم بن أوس أبو رقية الداري سنة ٤٠ هـ. انظر: الكاشف، ١/ ٢٧٩.
(٥) توفي سعيد بن جبير سنة ٩٥ هـ قتله الحجاج بن يوسف. انظر: الثقات لابن حبان، ٤/ ٢٧٥.
(٦) توفي الإمام أبو حنيفة سنة ١٥٠ هـ. انظر: تذكرة الحفاظ، ١/ ١٢٦.
(٧) توفي الإمام محيي الدين يحيى بن شرف النووي سنة ٦٧٦هـ. انظر: طبقات الحفاظ للسيوطي، ٥١٣.
(٨) أبو داود، كتاب الصلاة، باب في كم يقرأ القرآن، برقم ١٣٩٠، ورقم ١٣٩١، وصححهما الألباني في صحيح سنن أبي داود، ١/ ٣٨٥.

<<  <   >  >>