للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

{وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ} (١)، ونحوها)) (٢).

وقد قال الراغب الأصفهاني رحمه الله: ((القنوت لزوم الطاعة مع الخضوع، وفُسِّرَ بكل واحد منهما في قوله تعالى: {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ}} (٣)، وقوله: {كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ} (٤) قيل: خاضعون، وقيل: طائعون، وقيل: ساكتون، ولم يُعْنَ به كل السكوت، وإنما عُنِيَ به ما قال عليه الصلاة السلام: ((إِنَّ هَذِهِ الصَّلاَةَ لاَ يَصْلُحُ فِيهَا شَيْءٌ مِنْ كَلاَمِ النَّاسِ، إِنَمَّا هُوَ التَّسْبِيحُ، وَالتَّكْبِيرُ، وَقِرَاءَةُ الْقُرْآنِ)) (٥)، وعلى هذا قيل: أي الصلاة أفضل؟ قال: ((طُولُ القُنُوتِ)) (٦) أي الاشتغال بالعبادة، ورفض كل ما سواه، وقال الله تعالى: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً} (٧)، وقال: {وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ} (٨)، وقال: {أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آَنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً} (٩)، وقال: {اقْنُتِي لِرَبِّكِ} (١٠)، وقال:

{وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ} (١١)، وقال: {وَالْقَانِتِينَ


(١) سورة الأحزاب، الآية: ٣٥.
(٢) تيسير اللطيف المنان في خلاصة تفسير القرآن، ص ٣١١،وانظر: المرجع نفسه ص ٣٦٢.
(٣) سورة البقرة، الآية: ٢٣٨.
(٤) سورة الروم، الآية: ٢٦.
(٥) مسلم، كتاب المساجد، باب تحريم الكلام في الصلاة، وما نسخ من إباحته، برقم ٥٣٧.
(٦) مسلم، كتاب صلاة المسافرين، باب أفضل الصلاة طول القنوت، برقم ٧٥٦.
(٧) سورة النحل، الآية: ١٢٠.
(٨) سورة التحريم، الآية: ١٢.
(٩) سورة الزمر، الآية: ٩.
(١٠) سورة آل عمران، الآية: ٤٣.
(١١) سورة الأحزاب، الآية: ٣١.

<<  <   >  >>