للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أن يكون منفصلاً من ذات اللَّه، كما قال تعالى: {وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ} (١)، {وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ} (٢)، {مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ} (٣).

فهذه الأشياء كلها من اللَّه وهي مخلوقة.

وأبلغ من ذلك روح اللَّه التي أرسلها إلى مريم، وهي مخلوقة {فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا، قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا، قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لأَهَبَ لَكِ غُلامًا زَكِيًّا} (٤)، {وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ} (٥)، وقال تعالى: {وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا} (٦).

فعُلِمَ بذلك أن الروح الذي أرسله اللَّه إلى مريم هو روح القدس، وهو الملك جبريل، - عليه السلام -، وهو مخلوق، وهو الذي خُلِقَ المسيح من نفخه ومن مريم، فإذا كان الأصل مخلوقاً فكيف الفرع الذي حصل به؟


(١) سورة الجاثية، الآية: ١٣.
(٢) سورة النحل، الآية: ٥٣.
(٣) سورة النساء، الآية: ٧٩.
(٤) سورة مريم، الآيات: ١٧ – ١٩.
(٥) سورة الأنبياء، الآية: ٩١.
(٦) سورة التحريم، الآية: ١٢.

<<  <   >  >>