الْمَكْرُوه فَلَا يَنْبَغِي أَن يتَكَلَّم بِخِلَاف الْحق وَهَذَا إِذا لم يخف الْقَتْل أَو تلف بعض جسده أَو أَخذ مَاله فَإِن خَافَ ذَلِك فَلَا بَأْس بِهِ وَالدَّلِيل على أَن الْعَاجِز عَن إِقَامَة الْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر إِذا سكت عَن ذَلِك وَكره الْمعْصِيَة بِقَلْبِه يعْذر فِيهِ
وَلَا تعم بلية بالعصاة قصَّة الْقرْيَة الَّتِي كَانَت حَاضِرَة الْبَحْر عَن عِكْرِمَة أَنه قَالَ أتيت ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنهُ وَهُوَ يقْرَأ فِي الْمُصحف ويبكي فدنوت مِنْهُ حَتَّى أخذت بلوح الْمُصحف قلت مَا يبكيك قَالَ يبكيني هَذِه الورقات وَهُوَ يقْرَأ سُورَة الْأَعْرَاف وَقَالَ هَل تعرف تَأْوِيله قلت نعم أَن الله تَعَالَى أسكنها قوما من الْيَهُود وابتلاهم بحيتان حرمهَا عَلَيْهِم يَوْم السبت وأحلها لَهُم فِي سَائِر الْأَيَّام فَإِذا كَانَ يَوْم السبت خرجت عَلَيْهِم الْحيتَان وَإِذا ذهب السبت غاصت فِي الْبَحْر حَتَّى يغوص لَهَا الطالبون فَإِن الْقَوْم اجْتَمعُوا وَاخْتلفُوا فِيهَا فَقَالَ فريق أَن الله تَعَالَى حرم عَلَيْكُم يَوْم السبت أكلهَا فصيدوها فِي السبت وكلوها فِي سَائِر الْأَيَّام وَقَالَ الْآخرُونَ بل حرم عَلَيْكُم أَن تصيدوها أَو تنفروها أَو تؤذوها وَالثَّالِث سَاكِت فَكَانَت ثَلَاث فرق فرقة على أَيْمَانهم وَفرْقَة على شمائلهم وَفرْقَة وَسطهمْ فَقَامَتْ الْفرْقَة الْيُمْنَى فَجعلت تنهاهم فِي يَوْم السبت وَجعلت تَقول الله يحذركم وَأما الْفرْقَة الْيُسْرَى فَأَمْسَكت أيديها وكفت ألسنتها وَأما الْوُسْطَى فَوَثَبت على السّمك فَأَخَذته وَجعلت الْفرْقَة
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute