للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أنت سواد بن قارب قال: نعم يا أمير المؤمنين. فقال: أنت الذي أتاك رئيك بظهور النبي صلى الله عليه وسلم، قال: نعم يا أمير المؤمنين. بينا أنا ذات ليلة بين النائم واليقظان، إذ أتاني رئى من الجن فضربني برجله وقال: قم يا سواد بن قارب فاسمع مقالي واعقل إن كنت تعقل أنه قد بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم من لؤي بن غالب يدعو إلى الله تعالى وإلى عبادته وأنشأ يقول:

عجبت للجن وتطلا بها ... وشدها العيس بأقتابها

تهوي إلى مكة تبغي الهدى ... ما صادق الجن ككذا بها

فارحل إلى الصفوة من هاشم ... ليس قدامها كأذنا بها

فقلت له دعني فأنا أمسيت ناعسا ولم أرفع بما قال رأسا فلما كانت الليلة الثانية أتاني فضربني برجله وقال: قم يا سواد بن قارب فاسمع مقالتي واعقل إن كنت تعقل أنه قد بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم من لؤي بن غالب يدعو إلى الله تعالى وإلى عبادته وأنشأ يقول:

عجبت للجن وتخبارها ... وشدها العيش بأكوارها

تهوي إلى مكة تبغي الهدى ... ما مؤمنو الجن ككفارها

فارحل إلى الصفوة من هاشم ... بين روابيها وأحجارها

فقلت: دعني فقد أمسيت ناعسا ولم أرفع بما قال رأسا، فلما كانت الليلة الثالثة أتاني فضربني برجله وقال: قم يا سواد بن قارب فاسمع مقالتي، واعقل إن كنت تعقل، قد بعث رسول من لؤي بن غالب يدعو إلى الله تعالى وإلى عبادته وأنشأ يقول:

عجبت للجن وتجساسها ... وشدها العيس بأحلاسها

تهوي إلى مكة تبغي الهدى ... ما خير الجن كأنجاسها

فارحل إلى الصفوة من هاشم ... واسم بعينيك إلى رأسها

قال: فأصبحت وقد امتحن الله تعالى قلبي للإسلام فرحلت ناقتي واتيت المدينة فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فقلت: اسمع مقالي يا رسول الله، قال:

«هات» ، فأنشأت:

<<  <   >  >>