الجن دون الإنس لانقطاع الكهانة عن الإنس وفي الشهاب الذي يأخذهم قولان:
أحدهما: أنه نور يمتد لشدة ضيائه ثم يعود.
والقول الثاني: أنه نار تحرقهم ولا تعود، فهذا خطب الجن فيما هم عليه من نعت وحكم.
هتوف الجن «١٣»
فأما هتوفهم برسول الله صلى الله عليه وسلم فهو من آيات نبوّته فإن كان قبل مبعثه كان من نذر آياته الصادرة عن إلهام فمن هتوفهم بنبوّته ما حكاه إبراهيم بن سلامة عن إسماعيل بن زياد عن ابن جريج عن ابن العباس رضي الله عنهما أنه كان يحدث عن رجل من خثعم قال لا تحل حلالا ولا تحرم حراما وكانت تعبد أصناما فبينا نحن عند صنم منها ذات ليلة نتقاضى إليه في أمر قد شجر بيننا إذ صاح من جوف الصنم صائح يقول:
يا أيها الركب ذوو الأحكام ... ما أنتم وطائش الأحلام
ومسندو الحكم إلى الأصنام ... هذا نبي سيد الأنام
يصدع بالحق وبالإسلام ... أعدل ذي حكم من الأحكام
ويتبع النور على الأظلام ... سيعلن في البلد الحرام
قد طهر الناس من الآثام
قال الخثعمي ففزعنا منه وخرجت إلى مكة وأسلمت مع النبي صلى الله عليه وسلم.
ومن بشائر هتوفهم: ما رواه عثمان بن عبد الرحمن عن محمد بن كعب قال: بينما عمر بن الخطاب رضوان الله عليه ذات يوم جالسا، إذ مر به رجل، فقيل له: أتعرف هذا المار يا أمير المؤمنين قال: ومن هو قالوا هذا سواد بن قارب رجل من أهل اليمن وكان له رئي من الجن فأرسل إليه عمر، فقال: