للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أعلى نجد، فلما حاذت الكعبة إذا غلام قد رمى بنفسه عن عجز بعير .. " إلى أن قال جلهمة: "فهويت رحلي نحو تهامة ... حتى انتهيت إلى المسجد الحرام، وإذا قريش عزين، قد ارتفعت لهم ضوضاء يستسقون، فقائل منهم يقول: اعتمدوا اللات والعزى، وقائل يقول: اعتمدوا مناة الثالثة الأخرى. وقال شيخ وسيم قسيم حسن الوجه جيد الرأي: أنى تؤفكون وفيكم باقية إبراهيم عليه السلام وسلالة إسماعيل؟ قالوا له: كأنك عنيت أبا طالب؟ قال: إيهًا. فقاموا بأجمعهم وقمت معهم فدققنا عليه بابه .. . فقالوا: يا أبا طالب قحط الوادي وأجدب العباد فهلم فاستسق، فقال: رويدكم زوال الشمس وهبوب الريح، فلما زاغت الشمس أو كادت، خرج أبو طالب معه غلام كأنه دجن تجلت عنه سحابة قتماء، وحوله أُغيلمة، فأخذه أبو طالب فألصق ظهره بالكعبة، ولاذ بأضبعه الغلام، وبَصْبصتْ الأغيلمة حوله، وما في السماء قزعة، فأقبل السحاب من ها هنا وها هنا واغدودق وانفجر له الوادي، وأخصب النادي والبادي، وفي ذلك يقول أبو طالب:

وميزان عدل لا يخيس شعيرة ... ربيع (١٠) اليتامي عصمة للأرامل

تطيف به الهلاّك من آل هاشم ... فهم عنده في نعمه وفواضل

وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ... ووزان صدق وزنه غيرعائل (١١)

وأبان بن الوليد إن كان المعيطي فهو مجهول كما في: (اللسان) (١٢) وإلّا فلم

أعرفه، وجلهمة لم أجد له ترجمة حسب بحثي.


(١٠) الذي في صحيح البخاري: "ثمال" (الفتح ٤/ ٤٩٤) وكذلك في سيرة ابن إسحاق (الروض
٣/ ٦٥) والبداية والنهاية (٣/ ٥٥). والثمال: الملجأ والغياث والمطعم في الشدة (لسان العرب. مادة ثمل).
(١١) البيت في السيرة والبداية:
بميزان قسط لا يخس شعيرة ... له شاهد من نفس غير عائل
(١٢) ١/ ٢٦.

<<  <   >  >>