للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

منسوخ؟ كما أن زواج النبي - صلى الله عليه وسلم - بأمِّ حبيبة كان في سنة ست، وقيل سبع، وردة عبيد الله المزعومة قبل ذلك بفترة وهي مرحلة كان الإِسلام قد علا فيها وظهر حتى خارج الجزيرة العربية، بل أصبح هناك من يظهر الإِسلام ويبطن الكفر، كحال المنافقين.

٤ - في حوار هرقل مع أبي سفيان -وكان إذ ذاك مشركًا - أن سأله ضمن سؤالاته: "هل يرتدّ أحد منهم سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه؟ فأجاب أبو سفيان: لا" ولو كان عبيد الله قد تنصر لوجدها أبو سفيان فرصة للنيل من النبي - صلى الله عليه وسلم - ودعوته. كما فعل لما سُئل "فهل يغدر؟ قلت: لا، ونحن منه في مدة لا ندري ما هو فاعل فيها. قال: ولم تمكني كلمة أُدخل فيها شيئًا غير هذا الكلمة (٢٢) " ولا يمكن القول بأن أبا سفيان لم يعلم بردة عبيد الله - لو صحت ردته - لأنه والد زوجه أم حبيبة.

وبعد، فالمسألة متعلقة بأحد أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، بل ومن السابقين الأولين، والأصل بقاء ما كان على ما كان، فإن صحّ السند بخبر ردته فلا كلام، وإذا جاء نهر الله بطل نهر معقل، أما والسند لم يثبت فإن نصوص الشريعة حافلة بالذبّ عن عرض المسلم، فكيف إذا كان هذا المسلم صحابيًا بل ومن السابقين؟.

تتمة: وقد أخرج ابن حبان في صحيحه (٢٣)، قال: حدثنا سعيد بن كثير بن عفير قال حدثنا الليث عن ابن مسافر عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة قالت: "ثم هاجر عبيد الله بن جحش بأم حبيبة بنت أبي سفيان وهي امرأته إلى أرض الحبشة، فلما قدم الحبشة مرض، فلما حضرته الوفاة أوصى إلى


(٢٢) البخاري، كتاب بدء الوحي (١/ ٤٢ فتح).
(٢٣) (١٣/ ٣٨٦).

<<  <   >  >>