للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[اشتراط ثقيف أن يضع عنهم الصلاة]

قال الإِمام أحمد في مسنده: حدثنا عفان قال: "حدثنا حماد بن سلمة عن حميد عن الحسن عن عثمان بن أبي العاص أن وفد ثقيف قدموا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأنزلهم المسجد ليكون أرقّ لقلوبهم، فاشترطوا على النبي - صلى الله عليه وسلم - أن لا يُحشروا ولايُعشروا ولايُجَبُّوا، ولا يستعمل عليهم غيرهم. قال فقال: "إن لكم أن لا تحشروا ولا تعشروا ولا يستعمل عليكم غيركم، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لا خير في دين لا ركوع فيه (١) ".

وأخرجه أبو داود، ومن طريقه البيهقي في (الدلائل)، قال المنذري: "وقد قيل إن الحسن البصري لم يسمع من عثمان بن أبي العاص (٢) " وذكره ابن إسحاق في السيرة بدون سند (٣). وضعّفه الألباني، وقال عن سند الإِمام أحمد وأبي داود: "رجاله ثقات لكن الحسن مدلّس، وقد عنعنه (٤) " وقال في رده على البوطي: "إسناد منقطع (٥) " وقد ذكر الحافظ في (التهذيب) (٦)، أنه لم يسمع من عثمان بن أبي العاص - رضي الله عنه -.

قوله: (أن لا يُحشروا) قال الخطابي: "معناه الحشر في الجهاد والنفير له. (ولا يُعشروا) أي لا يؤخذ عشر أموالهم، وقيل أرادوا الصدقة الواجبة. وقوله (لا يجبُّوا) أي لا يصلُّوا، وأصل التجبية أن يكبّ الإنسان على مقدمه ويرفع مؤخره (٧) ".


(١) الفتح الرباني (٢١/ ٢٠٧).
(٢) عون المعبود (٨/ ٢٦٧ - ٢٦٨).
(٣) الروض الأنف (٧/ ٣٣٤).
(٤) تخريج فقه السيرة (ص ٤١٧) وكذا في السلسلة الضعيفة (٤٣١٩) (٦/ ٣٠٨).
(٥) دفاع عن الحديث النبوي والسيرة، ص ٣٧.
(٦) تهذيب التهذيب (٢/ ٢٦٤).
(٧) عون المعبود (٨/ ٢٦٨).

<<  <   >  >>