للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عباس - رضي الله عنه - قال: قال أبو جهل: لئن رأيت محمدًا يصلي عند الكعبة لأطأن على عنقه، فبلغ النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "لو فعل لأخذته الملائكة (٦) ".

فائدة: قال الحافظ ابن حجر-رحمه الله-: "وإنما شُدّد الأمر في حق أبي جهل، ولم يقع مثل ذلك لعقبة بن أبي معيط حيث طرح سلى الجزور على ظهره - صلى الله عليه وسلم - وهو يصلي ... لأنهما وإن اشتركا في مطلق الأذية حالة صلاته لكن زاد أبو جهل بالتهديد وبدعوى أهل طاعته، وبإرادة وطء العنق الشريف، وفي ذلك من المبالغة ما اقتضى تعجيل العقوبة لو فعل ذلك، ولأن سلى الجزور لم يتحقق نجاستها، وقد عوقب عُقبة بدعائه - صلى الله عليه وسلم - عليه وعلى من شاركه في فعله فقتلوا يوم بدر (٧) ". ا. هـ

ومعلوم أن أبا جهل هو الذي طرح الرأي بإلقاء سلى الجزور، كما روى ذلك مسلم في صحيحه (٨).

وانظر -يارعاك الله- كيف ظل أبو جهل على كفره وعناده، وهو يرى عيانًا نصرة الله تعالى لرسوله - صلى الله عليه وسلم -، وحمايته له! نعوذ بالله من الخذلان.


(٦) كتاب التفسير، باب {كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ (١٥) نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ} (٨/ ٧٢٤ فتح)
(٧) فتح الباري (٨/ ٧٢٤).
(٨) (١٢/ ١٥١ نووي)

<<  <   >  >>