للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فائدة: أخرج الإِمام مسلم في صحيحه (١٦) في قصة اعتزال الرسول - صلى الله عليه وسلم - نساءه قول عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - "والله ليِّن أمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بضرب عنقها لأضربن عنقها .. " (يعني ابنته حفصة - رضي الله عنها -)

فائدة: قال الصالحي (ت ٩٤٢ هـ) -رحمه الله- معلقًا على استئذان عبد الله بن عبد الله بن أُبيّ في قتل أبيه: "وفي هذا: العلمُ العظيم والبرهان النَيِّر من أعلام النبوة، فإن العرب كانت أشد خلق الله حميّة وتعصبًا، فبلغ الأيمان منهم ونور اليقين من قلوبهم إلى أن يرغب الرجل منهم في قتل أبيه وولده، تقربًا إلى الله تعالى وتزلّفًا إلى رسوله، مع أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أبعد الناس نسبًا منهم، أي الأنصار، وما تأخر إسلام قومه وبني عمه وسبق الإيمان به الأباعد إلا لحكمة عظيمة؛ إذ لو بادر أهله وأقربوه إلى الأيمان به لقيل: قوم أرادوا الفخر برجل منهم، وتعصّبوا له، فلما بادر إليه الأباعد وقاتلوا على حبّه من كان منهم، ورهبة من الله تعالى أزالت صفة قد كانت سَدِكتْ (*) في نفوسهم من أخلاق الجاهلية، لايستطيع إزالتها إلا الذي فطر الفطرة الأولى ... (١٧) ".


(١٦) كتاب الطلاق، باب بيان أن تخييرالمرأة لايكون طلاقًا إلا بالنية (١٠/ ٨٣ نووي).
(*) السّدك: المولع بالشيء.
(١٧) سُبل الهدي والرشاد (٤/ ٣٥٧).

<<  <   >  >>