للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٣ - شهرة هذه القصة واستفاضتها عند أئمة السير (١٢) ا. هـ.

وقال الشيخ محمَّد الصادق عرجون -رحمه الله- عن هذه القصة ومشاركة إبليس إنه ضرب من الخيال المجنون: "لأنه لم يثبت فيه خبر صحيح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكان ما جاء فيه رواية مرسلة عن ابن عباس لم يثبت لها سند يمكن التشبث به والاعتماد عليه .. (١٣) ".

وتعقبه الدكتور مهدي رزق الله بقوله: "قلت: جاءت القصة بطريق صحيح عن [عند] ابن إسحاق والطبري إضافة إلى أن ابن إسحاق والزهري والواقدي وابن سعد والأموي من أئمة المغازي والسير، واتفقوا على ذكر القصة مما يدل أن لها أصلًا، خاصة حديثهم -إذا استثنينا قصة النجدي- ورد مضمونه في أحاديث صحيحة، مثل الأحاديث التي وردت في تفسيير الآية: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا ... } (١٤) ".

وهذا التعقب يحتاج إلى تعقب، فالقول بأن هذه القصة جاءت من طريق صحيح، غير صحيح وقد سبق أن الرواية لهذه القصة إما من طريق الواقدي وهو متروك، أو من طريق ابن إسحاق وفيه جهالة شيخه، وما ذكر من أن ابن إسحاق قد صرح بالسماع في رواية الطبري لا يفيد لأن شيخ الطبري كما سبق كذّبه العلماء وهو -والله أعلم- المتّهم بتسوية السند، وكل ذلك قد مرّ قريبًا.


(١٢) أحاديث الهجرة جمع وتحقيق ودراسة، مركز الدراسات الإِسلامية، برمنجهام، بريطانيا، الطبعة الأولى، ١٤١١ هـ، ص ١١٤. والكتاب رسالة ماجستير
(١٣) محمَّد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، منهج ورسالة، بحث وتحقيق. دار القلم، دمشق، الطبعة الأولى ١٤٠٥ هـ (٢/ ٤٩٨).
(١٤) السيرة النبوية في ضوء المصادر الأصلية، الطبعة الأولى ١٤١٢ هـ، مركز الملك فيصل للدراسات والبحوث، ص ٢٦٥.

<<  <   >  >>