للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فرخين أحسبه قال: فأصل كل حمام في الحرم من فراخهما". ثم قال اليهثمي: "رواه البزار والطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم (١٠) ".

وأخرجه أيضًا أبو القاسم الأصبهاني في (دلائل النبوة) من طريق عبد الرزاق، كسند الإِمام أحمد، قال: محقق الدلائل، مساعد الحميد: "في إسناده ضعف". وأعله -كمن قبله- بعثمان الجزري، ثم قال: "ثم إن في الإسناد علة أخرى لا تقل أهمية عما سبق، فقد أخرج الحديث عبد الرزاق في (المصنف) (٥: ٣٨٩) وفي التفسير (ل٩٥) عن مَعْمَر به، دون ذكر ابن عباس، وينبغي أن يكون هذا هو المحفوظ عن عبد الرزاق إذ هو ثابت بهذا الأداء في مؤلفاته (١١).

قال أبو تراب الظاهري-رحمه الله-: "وقد ورد أن حمامتين وحشيتين عششتا على بابه، وأن شجرة نبتت، وكل ذلك فيه غرابة ونكارة من حيث الرواية .. وفي رواية فيها غرابة ونكارة أن الحمامتين أفرختا، وأن حَمَام الحرم المكي من نسل تينك الحمامتين، وكل ذلك بأسانيد واهية (١٢) ".

قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- معلقًا على قول أبي بكر - رضي الله عنه -: (لو أن أحدهم نظر تحت قدميه لأبصرنا): "وفيه دليل على أن قصة نسج العنكبوت غير صحيحة، فما يوجد في بعض التواريخ أن العنكبوت نسجت على باب الغار، وانه نبت فيه شجرة، وأنه كان على غصنها حمامة .. كل هذا لا صحة له؛ لأن الذي منع المشركين من رؤية النبي - صلى الله عليه وسلم - وصاحبه أبي بكر - رضي الله عنه - ليست أمورًا حسية تكون لهما ولغيرهما بل هي أمور معنوية وآية من آيات الله عز وجل" (١٣).


(١٠) مجمع الزوائد (٦/ ١٥٢ - ١٥٣) وانظر: تخريج أحاديث الكشاف (٢/ ٧٦).
(١١) دلائل النبوة للأصبهاني، تحقيق مساعد بن سليمان الحميد، دار العاصمة، النشرة الأولى، ١٤١٢ هـ (٢/ ٥٧٦)
(١٢) الأثر المقتفى لقصة هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم ص ١٣.
(١٣) شرح رياض الصالحين، ط الأولى ١٤١٥، دار الوطن، ج ٢، ص ٥٢٥.

<<  <   >  >>