" أن ينظر الى الجناية التي قضاها الله عليه فيعرف مراد الله فيها إذا خلّا بينه وبين إتيانه .. فإن الله عز وجل إنما خلّى بين العبد والذنب لمعنيين، أحدهما: أن يعرف عزته في قضائه .. وبره في ستره .. وحلمه في إمهال راكبه .. وكرمه في قبول العذر منه وفضله في مغفرته ..
لا بد أن تعرف أيها العبد ربك .. إلهك .. لتكشف الحجاب الأول حجاب الجهل .. تعلّم ارتباط الأمر والخلق .. الجزاء والوعد والوعيد .. تعلّم كل ذلك بمعرفة أسماء الله وصفاته .. تعلم أن ذلك موجب الأسماء والصفات وأثرها في الوجود .. فإن كل إسم وصفة مقتض لأثره، وموجبه متعلق به ..
إن هذا المشهد يطلعك على رياض مونقة من المعارف والايمان ..
من بعضها: أن يعرف العبد عزّة الله في قضائه .. أنه سبحانه العزيز الذي يقضي بما يشاء .. في واقعنا ترى إنسانا ينظر الى نفسه بعين الرضا والكمال .. يتعامل مع امرأة ويقول: إن هؤلاء الملتزمين ينظرون الى الآخرين بعين الازدراء .. ويظنون أن كل من تعامل مع امرأة لا يفكر إلا في شهوته .. ويتهمهم بالأمراض النفسية وضيق الأفق وغيرها .. وتراه يردد مثل ذلك وهو دائم الاختلاط بالنساء كما يصنع بعض أصحاب المحلات ومديري الشركات.
يقولون: إن هذه الأمور لا تخطر ببال أحدهم .. وهذا من حسن ظنهم بأنفسهم .. وسوء ظنهم بالله الذي شرّع حجب النساء عن الرجال .. ومنع التعامل بينهم .. فيعاقبه الله سبحانه وهو العزيز الحكيم بان يقع في المحظور .. ثم من بعد يأتيك يبكي فيقول: وقعت في حب امرأة ممن أتعامل معهن وأنا أشعر بأنني أتمرّغ في الوحل .. فهنا تستشعر عزة الله في قضائه أنه