العزيز الذي لا يغالب .. يستطيع ان يحوّل قلبك كيف شاء .. فتجد نفسك وأنت تسير محترزا .. محترسا محافظا .. مدقق النظر .. متأكدا من الصواب .. فإذا بقدمك تزل .. تقع في المعصية بعد المعصية تقول: ما الذي أسقطني هذه السقطة .. هل أنا ممن يرتكب مثل هذا الذنب القذر .. ؟! أنا أكذب مثل هذه الكذبة .. ؟! أنا يمكن أن أقع في اغتياب إنسان .. إن هذه ليست من أخلاقي ولا من طباعي .. لست أنا ..
هذا لتعرف عزته في قضاءه .. إنه العزيز الذي لكمال عزته حكم على العبد وقضى عليه بأنه قلّب قلبه وصرّف إرادته على ما يشاء .. وحال بين العبد وقلبه .. بل وجعل العبد مريدا شائيا لما يريد الله ويشاء .. تعرف الله العزيز .. فإذا عرف العبد عز سيده .. ولاحظه بقلبه .. وتمكن شهود العز من قلبه كان الاشتغال بالذل وصدق اللّجأ اليه هو نجاته .. اللهم نجنا وأنجي بنا يا رب ..
ثم تعرف أن الكمال لله وحده .. وأن تعرف برّه في ستره ـ برّه الذي حلّ في ستره عليك حال ارتكابك للذنب .. فكم من عاص على نفس معصيتك فضح هو، وسترك الله .. فتتشاغل بالتوبة والشكر .. تنشغل بالشكر على الستر .. والتوبة من الذنب قبل أن يفعل بك ما فعل بغيرك ..
ومنها: أن تشهد حلم الله .... تعرف حلمه في أنه أملهك ولو شاء لعاجلك بالعقوبة ..
ومنها: أن تعرف كرم الله الكريم .. أن تعرف كرمه في أنك إذا تبت فاعتذرت قبل توبتك .. وأن اشهد الغفور ذو الفضل العظيم .. وهو يغفر لك بعد كل ما أسأت ... فتكتمل معرفتك بأسماء الله .. الرحيم .. العزيز ..