هذا ـ لعمر الله ـ سؤال صحيح وارد على جميع المسلمين، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم " طلب العلم فريضة على كل مسلم" ـ وفي رواية " على كل مؤمن "(١)، ولا شك أنَّ الجميع يعلم يقيناً أنَّ داء الأمة اليوم الجهل، ودواؤها العلم، ولكن: أي علم؟ وماذا نتعلم؟ وبماذا نبدأ؟
يقول ابن قدامة ـ رحمه الله تعالى ـ: " اختلف الناس في ذلك. ... قال الفقهاء: هوعلم الفقه؛ إذ به يعرف الحلال والحرام. ... وقال المفسرون والمحدثون: هو علم الكتاب والسنة، إذ بهما يتوصل إلى العلوم كلها. وقال الصوفية: هو علم الإخلاص وآفات النفوس. ... وقال المتكلمون: هو علم الكلام. ... إلى غير ذلك من الأقوال التي ليس فيها قول مرضي، والصحيح أنه علم معاملة العبد لربه، والمعاملة التي كُلِّفها العبد على ثلاثة أقسام: اعتقاد، وفعل، وترك.
(١) ١ أخرجه الطبراني في معجمه الكبير (١٠/ ٢٤٠)، والصغير (١/ ١٦)، والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (١٠/ ٣٧٥، ١١/ ٤٢٤) وصححه الألباني في صحيح الجامع (٣٩١٣).