١ - أن تراعيَ تخصصَه: حيث يغلبُ على العالم فن من فنونِ العلمِ، فيكونُ لقولِه في هذا الفن من الاعتبارِ ما ليس لقولِ غيرِه.
قال ابنُ عباسٍ -رضي الله عنهما-: خَطَب عُمر بنُ الخطابِ -رضي الله عنه- النَّاسَ بالجابيةِ، وقال: يا أيها الناسُ، مَن أراد أن يَسألَ عن القرآنِ فليأت أُبيَّ بنَ كعبٍ -رضي الله عنه- ومَن أراد أن يَسألَ عن الفرائضِ فليأت زيدَ بنَ ثابتٍ -رضي الله عنه- ومَن أراد أن يَسألَ عن الفقهِ فليأت معاذَ بنَ جبل -رضي الله عنه-.
٢ - أن تراعيَ عُمُرَهُ وسِنَّه.
فكلما كان العالم أقدمَ كان في العادةِ أكثرَ رسوخًا، إذ العلمُ تراكميٌّ، فيزدادُ بمرورِ الوقتِ، ويصيرُ للعالم الأَسَنِّ من التجاربِ والمعرفةِ ما ليس لغيرِه. لذلك ذَمَّ السَّلفُ الأخذَ عن الصغارِ، إذ ذلك من أشراطِ الساعةِ.
قال عُمر -رضي الله عنه-: فسادُ الدينِ إذا جاء العلمُ من قِبَلِ الصغيرِ استعصى عليه الكبيرُ، وصلاحُ الناسِ إذا جاء العلمُ من قِبَلِ الكبيرِ تابعه عليه الصغيرُ (١).
(١) رواه القاسم بن أصبغ في "مصنفه" بسند صحيح صححه الحافظ في "الفتح" (١٣/ ٣٠١).