للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن علاماتهم أيضًا:

٥ - أن يكون ممن تربى على أيدي الشيوخِ.

فقد نَصُّوا على ضرورةِ الأخذِ عَمَّن تربى في كَنَفِ العلماءِ، وأمَّا من تَشَيَّخ عن الصُّحفِ فلم يأمنوا زَلَلَ قدمِه.

عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنْ الْعِبَادِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ .. " (١)

وفي هذا دليل على أنَّ العلماء هم مفاتح العلم بلا ريب. (٢)

قال الحافظ ابن حجر في الفتح: " وفي حديث أبي أمامة من الفائدة الزائدة " أن بقاء الكتب بعد رفع العلم بموت العلماء لا يغني من ليس بعالم شيئا " فإنَّ في بقيته ... " فسأله أعرابي فقال: يا نبي الله كيف يرفع العلم منا وبين أظهرنا المصاحف، وقد تعلمنا ما فيها وعلمناها أبناءنا ونساءنا وخدمنا، فرفع إليه رأسه وهو مغضب فقال: وهذه اليهود والنصارى بين أظهرهم المصاحف، لم يتعلقوا منها بحرف فيما جاءهم به أنبياؤهم " ولهذه الزيادة شواهد " (٣)


(١) متفق عليه، أخرجه البخاري (١٠٠) ك العلم، باب كيف يقبض العلم، ومسلم (٢٦٧٣) ك العلم، باب رفع العلم وقبضه.
(٢) وأيم الله هل من بلية أعظم من فقد العلماء في عصرنا؟! بعض النَّاس إلى الآن لم يشعر بحجم البلاء بعد أنْ مات الفحول الأعلام، ولو تدبر لعلم أنَّ مشكلتنا الأولى غياب العالم الرباني من الساحة، فلو وجد لحلَّت كثير من مشاكلنا، ولكن قلَّ فندر ثمَّ لم يوجد، فاللهم إليك المشتكى.
(٣) فتح الباري (١٣/ ٢٩٩ - ٣٠٠) ط دار الريان.

<<  <   >  >>