للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أيها المتفقه:

أين حرصك على طلب العلم، وصبرك على تحصيله، وإن كلفك ذلك الغالي والنفيس، أين تبكيرك لمجالس العلم؟ تالله إنَّك ترى من يبكر لحضور درس قبل وقته بساعة أو ساعتين يظل يراشقك بنظراته ممتنًا عليك أنَّه أتى مبكرًا لحضور الدرس، وما كان هذا حال سلفنا.

هذا جعفر بن درستويه يقول: كنا نأخذ المجلس في مجلس عليّ بن المديني وقت العصر، اليوم لمجلس غدٍ، فنقعد طول الليل، مخافة أن لا نلحق من الغد موضعًا نسمع فيه.

٣) ومن علامات علو الهمة: بذل الغالي والنفيس.

أيها المتفقه ..

من خطب الحسناء لم يُغله المهر، وأنت ـ تالله ـ طالب لنعيم الدنيا والآخرة فلا تكلَّ ولا تملَّ فدونك رياحين الجنَّة، " من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهَّل الله له طريقًا إلى الجنَّة " (١)

يقول ابن الجوزى: " تأملت عجباً، وهو أن كل شيء نفيس خطير يطول طريقه، ويكثر التعب في تحصيله، فإنَّ العلم لما كان أشرف الأشياء لم يحصل إلا بالتعب والسهر والتكرار، وهجر اللذات


(١) أخرجه مسلم (٢٦٩٩) ك الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب فضل الاجتماع على تلاوة القرآن وعلى الذكر.

<<  <   >  >>