السنن الربانية والفهم عن الله تبارك وتعالى، فقه الحياة بشتى صورها، وليس المقصود بـ " التأويل " التفسير والبيان كما اعتدنا فهمه، بل التأويل يعني البصر بالعواقب والنتائج والمآلات، إنه إدراك للسنن الفاعلة في الحياة وتحولاتها الاجتماعية وقانونها الرباني.
فهذا ما نعنيه بالفقه أعني " الفقه الحضاري "، الفقه الذي يغطي جوانب الحياة، الفقه الذي يتماشى مع شمولية الدين، وصلاحيته لكل زمان ومكان، ... " فقه السنة " بمعناها العام الذي يعني الطريقة المطردة والقانون الناظم، أي فقه تقويم الحاضر بقيم الدين في ضوء كل الظروف المحيطة.
وفي ضوء هذا المعنى نحتاج إلى بيان المقصود بـ " الملكة الفقهية " كمقدمة لمعرفة طرق تكوينها واكتسابها. ...
[الملكة الفقهية]
الملكة في معناها اللغوي تدور حول الدلالة على القوة والرسوخ، ومعناها في اصطلاح أهل العلم ليس بمنأى عن ذلك فقالوا: هي " صفة راسخة في النفس "، هذه الصفة تعين الإنسان على سرعة البديهة في فهم الموضوع.
وهذه الصفة هبة من عند الله ومن هذا قول الإمام مالك: ليس الفقه بكثرة المسائل، ولكن الفقه نور يؤتيه الله من يشاء من خلقه.