أمرِك، فبنفسِك انشغلْ، دونَ التطاولِ على العلماءِ، فإنهم أعلمُ بمآلاتِ الأمورِ ومقاصدِ الشريعةِ، وقد يعرضُ لهم من النظرِ ما لا تبلغُه، فتدبرْ قصةَ نبيِّ اللهِ موسى والخضرِ لتعلمَ أنَّ الصبرَ وعدمَ المبادرةِ إلى الإنكارِ أولى بالمرءِ، واعْرِفْ من قصةِ صلحِ الحديبيةِ كيف كانت سببَ الفتحِ وإن بَدَا في الظاهرِ أنَّها في غيرِ صالحِ المؤمنين.
فطالبُ العلمِ عليه أن يحرصَ على أن يستمعَ أكثر من أن يقولَ.
قال الحسنُ -رضي الله عنه- لابنهِ: يا بُنيَّ إذا جالستَ العلماءَ فكنْ على أن تسمعَ أحرصَ منك على أن تقولَ، وتعلَّمْ حُسْنَ الاستماعِ كما تتعلمُ حُسْنَ الصمتِ (١).