للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إخوتاه ..

وليت البلاء وقف عند حد علماء السوء إذاً لقلنا: لهم الجهابذة يذبون عن شرع الله تعالى، ولكنَّ البلية بليتان، فقد عاد أهل الصلاح والإيمان، من الندرة بمكان، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنَّ الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رءوسا جهالا، فسئلوا فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا " (١)

وفي خلال السنتين الماضيتين فقدت الأمة من خيرة علمائها ما لم تفقده طوال عقود ماضية، ولم تعدْ تبصر من الأكابر إلا النادر القليل، وعاد الأمر برمته بأيدي الأصاغر، وتلك من علامات الساعة.

عن أبي أمية الجمحي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنَّ من أشراط الساعة أن يلتمس العلم عند الأصاغر " (٢)

مات الأكابر: سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز ـ رحمه الله ـ وفضيلة العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني، ناهيك عن فحول


(١) متفق عليه، أخرجه البخار ي (١٠٠) ك العلم، باب كيف يقبض العلم، ومسلم (٢٦٧٣) ك العلم، باب رفع العلم وقبضه وظهور الجهل والفتن.
(٢) أخرجه ابن المبارك في الزهد (٦١) وصححه الألباني في الصحيحة (٦٩٥)

<<  <   >  >>