للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سنجد اليوم من يقول: إنَّك تقضى بذلك على جهاد السلفيين في القضاء على التمذهب، تريد أن نعود إلى الوراء، وإلى التعصب وإلى الظلام و ... و ... الخ.

وهذه ـ لعمر الله ـ اتهامات جائرة وادعاءات باطلة، إنَّ كلامنا واضح ومحدد وصريح، نريد أن نعود بالتعلم إلى طريقة السلف، فهي التي أنتجت الأئمة، وأفرزت القادة، وأفرزت الدعاة، وجعلتهم قادة وسادة، حكماء وفقهاء، علماء وأمراء، عاملون زهاد، فلا نقول: التمذهب الممقوت المصحوب بالتعصب والجمود، لا. .. لا، إننا نقول: تعلم في البداية عن طريق المذهب الذي ترتضى أصوله وشيوخه بشروط ثلاثة:

١) أن هذا التمذهب والترقي في طلبه ليس فرضاً ولا شرطاً.

٢) عدم التعصب للمذهب.

٣) إذا ظهر الدليل الصحيح الصريح خلاف المذهب وجب الأخذ به.

فأنا أطالب صراحة بالتمذهب للتعلم، أمَّا عند العمل فعلى الدليل، وليست هذه طريقة جديدة، بل هي دعوة الأئمة أنفسهم " إذا صحَّ الحديث فهو مذهبي" كلمة تواترت على ألسنتهم جميعاً باتفاق، وعمل الأئمة عليها من بعدهم، ولكن للأسف صارت المذاهب سوءة، وصار الانتساب إليها عورة، وصارت الدعوة المقبولة اليوم عند أكثر الشباب التحرر من كل شيء، والتخلص من كل قيد، فنشأ الشاب الزئبقي

<<  <   >  >>