للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٦) وأيضاً ـ ويا للأسف ـ التعصب الممقوت للمشايخ، وللآراء الموافقة للأهواء، والموالاة والمعادة عليها.

إن الذين نبذوا المذاهب فراراً من التعصب، وقعوا في التعصب ضد المذاهب، ولذلك لا تكاد تذكر المذاهب إلا بالعيب والنقص ..

وما سبق أن ذكرناه من الاحترازات عند التمذهب للتعلم ليس غريب على سلفنا.

خذ مثالاً واحداً فقط: في مسألة الوضوء من لحوم الإبل

أنقل قول أحد علماء المالكية وأحد علماء الشافعية ومذهبيهما بخلاف الحديث:

قال الإمام النووي: وهذا المذهب أقوى دليلاً، (يعني وجوب الوضوء من لحوم الإبل) وإن كان الجمهور على خلافه.، وقد أجاب الجمهور عن هذا الحديث بحديث جابر: " كان آخر الأمرين من رسول الله ترك الوضوء ممَّا مست النار" (١) ولكن هذا الحديث عام، وحديث الوضوء من لحوم الإبل خاص، والخاص مقدم على العام. (٢)


(١) أخرجه النسائي (١٨٥) ك الطهارة، باب ترك الوضوء مما غيرت النار، وأبو داود (١٩٢) ك الطهارة، باب في ترك الوضوء مما مست النار، وصححه الألباني في صحيح أبي داود (١٧٧).
(٢) شرح صحيح مسلم (٤/ ٤٩) ط دار إحياء التراث العربي.

<<  <   >  >>