للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال: أما قدمت لتجارة؟! قال: لا.

قال: ما جئت إلا في طلب هذا الحديث.

قال: فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من سلك طريقا يبتغي فيه علما سلك الله به طريقا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاء لطالب العلم، وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض، حتى الحيتان في الماء، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، إن العلماء ورثة الأنبياء، إنَّ الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما، إنما ورثوا العلم فمن أخذ به أخذ بحظ وافر " (١)

والعلماء هم أمناء الله على خلقه، وهذا شرف للعلماء عظيم، ومحل لهم في الدين ... خطير؛ لحفظهم الشريعة من تحريف المبطلين، وتأويل الجاهلين، والرجوع والتعويل في أمر الدين عليهم، فقد أوجب الحق سبحانه سؤالهم عند الجهل.

قال تعالى: " فاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ " [النحل/ ٤٣]

وهم أطباء الناس على الحقيقة، إذ مرض القلوب أكثر من الأبدان، فالجهل داء،

وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فإنما شفاء العي السؤال " (٢)


(١) أخرجه الترمذي (٢٦٨٢) ك العلم عن رسول الله، باب ما جاء في فضل الفقه على العبادة وصححه الألباني في صحيح الترمذي (٢١٥٩)
(٢) أخرجه أبو داود (٣٣٦) ك الطهارة، باب في المجروح يتيمم، وابن ماجه (٥٧٢) في المقدمة، باب في المجروح تصيبه الجنابة بلفظ " أولم يكن شفاء العي السؤال " وصححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع (٤٣٦٢) وصحيح أبو داود (٣٢٥)

<<  <   >  >>