للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فأما الآفاتُ الخلقيةُ والنفسيةُ، فمن ذلك:

أولاً: الكبرُ والعجبُ:

فإنه داءٌ يصيبُ كلَّ متعلمٍ لم يخلصْ وجهَه للهِ من باديءِ أمرِه، وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: "الكِبْرُ بَطَرُ الحَقِّ وغَمْطُ الناسِ" (١)، ولا يزول ذلك إلا إذا عَرَف المرءُ حقارةَ نفسهِ، ولعله يحتاجُ هنا إلى المربي ليقوِّمَ اعوجاجَه، ومن ثمَّ قلنا بالصبرِ على ذُلِّ التعلمِ لأنه أكثرُ شيءٍ فائدة للمتعلمِ لو كان يدري.

فلتحذرْ من رؤيةِ النفسِ، كأنْ تناظرَ للغلبةِ لا لمعرفةِ الحقِّ، وكتحصيلِ علومٍ تتجملُ بها في المحافلِ والتعالي على الأقرانِ، ونحوه مِمَّا يضيعُ العلمَ ويثيرُ الأحقادَ.

ثانيًا: الغرورُ:

وهو أنْ تَسْكُنَ النفسُ إلى ما يوافقُ هواها وتميلُ إليه بطبعِها. والمغرورُ يتحدثُ عن نفسِه دائمًا، بل ربما يُظْهِرُ نفسَه بإلحاقِ التهم بأقرانِه، والغرورُ يحجبُ طالبَ العلمِ عن الزيادةِ في الطلبِ، فيظنُّ أنه قد انتهى إلى ما لنْ يَصِلَ إليه غيرُه، ويمنعُه من سماعِ النصيحةِ.

والمغرورُ يثيرُ حولَه من العداواتِ ما يُتْلِفُ قلبَه، فاللَّهم إنا نعوذُ بك من الغرورِ وأهلِه.


(١) أخرجه مسلم في "صحيحه" (١٤٧) ك الإيمان، باب تحريم الكبر وبيانه.

<<  <   >  >>