للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١٠) ولم يجعل الله التحاسد إلا في أمرين: بذل المال، وبذل العلم، وهذا لشرف الصنيعين، وحث النَّاس على التنافس في وجوه الخير.

عن عبد الله بن مسعود قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله مالا فسلط على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها " (١)

١١) ولا ينقطع عمل العالم بموته، بخلاف غيره ممن يعيش ويموت، وكأنَّه من سقط المتاع، أمَّا أهل العلم الربانيون الذين ينتفع بعلمهم من بعدهم فهؤلاء يضاعف لهم في الجزاء والأجر شريطة الإخلاص.

عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له " (٢)

١٢) وكل ما في الدنيا هالك وإلى زوال، تتنزل عليه اللعنات، والمرحوم من ذلك صنفان من النَّاس: أهل العلم وطلبته، والعابدون الذاكرون الله كثيرًا.

عن أبي هريرة أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ألا إن الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه وعالم أو متعلم " (٣)


(١) متفق عليه، أخرجه البخاري (٧٣) ك العلم، باب الاغتباط في العلم والحكمة، ومسلم (٨١٦) ك صلاة المسافرين وقصرها، باب فضل من يقوم بالقرآن ويعلمه.
(٢) أخرجه مسلم (١٦٣١) ك الوصية، باب ما يلحق الإنسان من الثواب بعد وفاته.
(٣) أخرجه الترمذي (٢٣٢٢) ك الزهد عن رسول الله، وقال: حسن غريب، وصححه الألباني في صحيح الترمذي (١٨٩١)

<<  <   >  >>