للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعبد لم يرزقه الله مالا ولا علما، فهو يقول: لو أن لي مالا لعملت فيه بعمل فلان، فهو بنيته فوزرهما سواء. (١)

والشاهد هنا أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم جعل العلم الحقيقي هو العلم الذي يبصر المرء بحقائق الأمور، فصاحب المال إذا لم يتحلَ بالعلم فإنَّه سيسيء التصرف فيه، فتجده ينفقه على شهوات نفسه، ولا يعرف شكر هذه النعمة، ولذلك استحق أن يكون بأخبث المنازل، والعياذ بالله.

وجعل العالم يعرف قدر المال الحقيقي، فيم ينفق؟ فبعلمه نوى نية صالحة فصار بأعلى المنازل، وإن لم ينفق.

١٤) ومن رزق فقهًا في الدين فذاك الموفق على الحقيقة، فالفقه في الدين من أعظم المنن.

عن ابن عباس أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين " (٢)

١٥) والعلم مقدم على العبادة، فإنَّ فضلا في علم خير من فضل في عبادة، ومن سار في درب العلم سهل عليه طريق الجنة.

أخرج البيهقي في سننه عن أمنا عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنَّ الله أوحى إليَّ: أنه من سلك مسلكا في


(١) أخرجه الترمذي (٢٣٢٥) ك الزهد عن رسول الله، باب ما جاء مثل الدنيا مثل أربعة نفر، وقال: حسن صحيح، وصححه الألباني في صحيح الترمذي (١٨٩٤)
(٢) أخرجه الترمذي (٢٦٤٥) ك العلم عن رسول الله، باب إذا أراد الله بعبد خيرًا فقهه في الدين، وقال: حسن صحيح، وصححه الألباني في صحيح الترمذي (٢١٣٣)

<<  <   >  >>