للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والنافع حتى يجلب هذا، ويهرب من هذا، فإنَّ من لا يبصر الغذاء، ولا يعرفه لا يمكنه أن يتناوله، ومن لا يبصر النار لا يمكنه الهرب منها، فخلق الله الهداية والمعرفة، وجعل لها أسباباً، وهي الحواس الظاهرة والباطنة.

فالنية عبارة عن الصفة المتوسطة، وهي الإرادة وانبعاث النفس بحكم الرغبة والميل إلى ما هو موافق للغرض، إما في الحال وإما في المآل، فالمحرك الأول هو الغرض والباعث، والغرض الباعث هو: القصد المنْوِىُّ، والانبعاث هو القصد ... والنية، وانتهاض القدرة لخدمة الإرادة بتحريك الأعضاء هو العمل " أهـ

فالإخلاص تنقية القلب من الشوائب قليلها وكثيرها، حتى يتجرد فيه قصد التقرب، فلا يكون فيه باعث سواه، واحذر فإنَّ الشيطان قد يحاصر العبد، ويحبط له كل عمل، ولا يكاد يخلص له عمل واحد، وإذا خلص له عمل واحد فقد ينجو به العبد.

قيل لسهل التستري ـ رحمه الله ـ: أي شيء أشد على النفس؟!!

قال: الإخلاص إذ ليس لها فيه نصيب. .

فالنفس تحب الظهور والمدح والرياسة، وتميل إلى البطالة والكسل، وزينت لها الشهوات ولذلك قيل: تخليص النيات على العمال أشد عليهم من جميع الأعمال.

وقال بعضهم: إخلاص ساعة نجاة الأبد، ولكن الإخلاص عزيز.

وقال بعضهم لنفسه: اخلصي تتخلصي.

<<  <   >  >>