للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أدرك من مقاتليهم، وكان مهران نفسه من بين القتلى؛ وفر القائد فيرزان باتجاه الشرق١.

بلغت أنباء هذه التطورات السلبية مسامع يزدجرد وهو بحلوان، فأدرك أن المسلمين في الطريق إليه، فخرج منها نحو الري٢، وترك فيها حامية عسكرية بقيادة خسروشنوم للدفاع عنها، وتأخير تقدم المسلمين، وقد وصل هؤلاء إلى قصر شيرين الواقع على بعد ثلاثة أميال من حلوان٣.

والتقى الجمعان على بعد فرسخ من حلوان، وجرت بينهما معركة قاسية، هزم فيها الفرس، وقتل زينبدي، دهقان حلوان وقائد المقدمة، وهرب خسروشنوم. ودخل القعقاع حلوان صلحًا، فكف عن أهلها وأمنهم على دمائهم، وجعل لمن أحب منهم الخروج أن لا يتعرض له، ثم عين جريرًا بن عبد الله البجلي حاكمًا على المدينة، ومضى نحو الدينور٤ فلم يفتحها، وفتح قرميسين٥.

تطهير العراق من بقايا الوجود الفارسي:

كان فتح حلوان خاتمة فتوح العراق، لكن الوضع العسكري تطلب القيام بعمليات تطهير شاملة لبقايا الوجود الفارسي، وإخضاع القرى وبخاصة في السواد الشرقي لدجلة، فنفذ هاشم هذه العمليات بنجاح، فصالحه دهقان مهرومز على جريب من دراهم على ألا يقتل أحدًا منهم، ولكن دهقان دسكرة٦ اتهم بغش المسلمين فقتله هاشم، ثم توجه نحو بندنيجين٧، فصالحه سكانها على أداء الجزية مقابل الأمان، ولم يبق من سواد دجلة ناحية إلا غلب عليها المسلمون، وأقبل أمراء الثغور عليهم لطلب الأمام مقابل دفع الجزية٨.


١ الطبري: ج٤ ص٢٨.
٢ الري: مدينة مشهورة، وهي محط الحاج على طريق السابلة، وقصبة بلاد الجبال، وهي طهران الحالية، الحموي: ج٣ ص١١٦.
٣ الطبري: ج٤ ص٣٤.
٤ الدينور: مدينة من أعمال الجبل قرب قرميسين، الحموي: ج٥ ص٥٤٥.
٥ قرميسين: بلد معروف بينه، وبين همذان ثلاثون فرسخًا قرب الدينور، وهي بين همذان، وحلوان على جادة الحاج، المصدر نفسه: ج٤ ص٣٣٠، الطبري: ج٣ ص٣٤، ٣٥.
٦ دسكرة: قرية كبيرة بنواحي نهر الملك من غربي بغداد الحموي: المصدر نفسه: ج٢ ص٤٥٥.
٧ بندنيجين: بلدة مشهورة في طرف النهروان من ناحية الجبل من أعمال بغداد، المصدر نفسه: ج١ ص٤٩٩.
٨ البلاذري: ص٢٦٤.

<<  <   >  >>