للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

معركة اليرموك ١:

استعدادات التجهيز من جانب البيزنطيين:

لم يصمد البيزنطيون في بعلبك، ولم يدافعوا دفاعًا جادًا عن حمص، فاتسع الخرق على هرقل بعد سقوط عدد من المدن الصغرى والكبرى، فكان ذلك بمثابة التحدي للإرادة البيزنطية، غير أن الإمبراطور البيزنطي، العسكري المحترف، لم يدع الهزائم تدفعه إلى اليأس والتراجع، ولم يفقد الأمل في تحقيق انتصار على المسلمين يعيد إليه هيبته، ومكانة الإمبراطورية، ويجلي هؤلاء عن بلاد الشام، فاستجاب لهذا التحدي، وكان قد انهمك بعد أجنادين، وسقوط دمشق، وبعلبك وحمص، في إعادة تشكيل قواته، وتكثيفها على نحو يطمئن معه إلى تعديل الموقف في بلاد الشام لمصلحة البيزنطيين، فراح يتنقل بين الجزيرة، وأرمينية وأنطاكية يجند المتطوعين، وكتب إلى عماله أن يحشدوا كل من أدرك الحلم من سكان الإمبراطورية، كما دعا


١ اليرموك: واد بناحية الشام في طرف الغور يصب في نهر الأردن، ثم يمضي إلى البحر الميت، واليرموك سهل يقع بين بحيرة طبرية غربًا، ووادي اليرموك جنوبًا وجبل العرب شرقًا، ومنطقة القنيطرة شمالًا، ويشكل من الناحية الجغرافية المنطقة الأكثر انفتاحًا على هذا السهل واتصالًا به، إذ إنه محاط من الجهتين الغربية، والجنوبية بمنحدرات حادة، حيث يحده من الغرب وادي الرقاد الذي يتصل بنهر اليرموك عند الواقوصة، ثم بحيرة طبرية الواقعة عبر هذا السهل، والتي تشكل حاجزًا طبيعيًا بينه، وبين غربي بلاد الشام، الحموي: ج٥ ص٤٣٤، سويد: ص٢٧٩-٢٨٩.

<<  <   >  >>