كان من رأي عمر أن يستقر المسلمون في حمص حتى نهاية الحول قبل أن ينطلقوا نحو الشمال، لذلك استدعى أبو عبيدة ميسرة١، ووزع قواته على مختلف نواحي بلاد الشام لضبط أمورها بعد أن استتب الوضع الميداني للمسلمين، وليعطوا سكان البلاد طابع الدولة الجديدة، واستقر هو في حمص وأرسل خالدًا إلى دمشق ليقيم بها، وكلف عمرو بن العاص أن يقيم في فلسطين.
وهكذا أمر عمر أن تتوقف حركة الفتوح في بلاد الشام ذلك العام، ولعل ذلك علاقة بالمدى الذي وصلت إليه الأوضاع العسكرية على الجبهة الفارسية، حيث كان سعد بن أبي وقاص يستعد للاصطدام بالفرس في القادسية، فرأى عمر أن يركز جهوده على هذه الجبهة، ثم يرى رأيه بعد ذلك.