للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الأوضاع السياسية خارج المدينة]

الحدثان البارزان في خلافة أبي بكر القصيرة١ هما الردة، وانطلاق الفتوح الإسلامية خارج نطاق الجزيرة العربية، وكان لكل منهما تأثيره الخاص على مستقبل الدعوة الإسلامية والعرب، وتطلق جميع روايات المصادر على التطورات التي حصلت على أطراف الجزيرة العربية عقب وفاة النبي، وما نجم عنها من انتفاضة القبائل؛ بحركة الردة أو بالارتداد عن الإسلام٢، على أن هذا الموقف، لا يمكن المحافظة عليه بعد الأبحاث المستجدة في تاريخ صدر الإسلام. ذلك أن التطورات


١ لم تزد مدة خلافة أبي بكر عن سنتين، وثلاثة أشهر، وعشرة أيام.
٢ الطبري: ج٣ ص٢٢٥- ٢٤٢، ورد في التنزيل: {وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ} [المائدة: الآية ٥٤] ارتد عنه: تحول، والاسم الردة، ومنه الردة عن الإسلام أي الرجوع عنه، وارتد فلان عن دينه أو كفر بعد إسلامه، ورد عليه الشيء إذا لم يقبله، وكذلك إذا أخطأه، ونقول: رده إلى منزله، ورد إليه جوابًا أي رجع، والردة بالكسر: مصدر قولك: رده برده، والردة الاسم من الارتداد. وفي حديث القيامة والحوض يقال: "إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم"، أي متخلفين عن بعض الواجبات"" انظر: ابن منظور، جمال الدين محمد: لسان العرب ج٣ ص١٧٣.

<<  <   >  >>