للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عن معارك صغيرة بالمقارنة مع معارك البويب، والقادسية وجلولاء ونهاوند، وذلك بفعل قضاء المسلمين في تلك المعارك على القوة الميدانية للإمبراطورية الفارسية المنهارة.

فتح كرمان:

تقع كرمان إلى الشرق من إقليم فارس، وإلى الجنوب من صحراء خراسان وسجستان، ويحدها من الجنوب بحر فارس، اختص سهيل بن عدي الأنصاري الخزرجي بفتح هذا الإقليم، فخرج من البصرة على رأس الجيش، واصطدم بحاميات الإقليم، وانتصر عليها وفتحه١.

فتح سجستان:

تقع سجستان إلى الشمال من مكران، وتشغل الآن أجزاء من إيران وأفغانستان، كان يزدجرد يكرمان حين هاجمها المسلمون، فخرج منها إلى خراسان، وحاول أن يعبئ أهلها، وأهل سجستان لمقاومة الزحف الإسلامي، وبخاصة أن المسافة بين هذين الإقليمين، وكل من البصرة والكوفة، قاعدتي الإمدادات الإسلامية، شاسعة جدًا.

كان عاصم بن عمرو التميمي هو المكلف بفتح هذا الإقليم، فسار إليه ولحق به عبد الله بن عمير الأشجعي من غطفان، فالتقيا بقوات سجستانية في أول حدود الإقليم، فاصطدما بها وتغلبا عليها، فتراجع أفرادها إلى الداخل، وتحصنوا بعاصمتهم زرنج، فحاصرهم المسلمون، وضيقوا عليهم بما كانوا يشنونه من غارات على الضواحي، واضطر سكان زرنج إلى طلب الصلح، فصالحهم عاصم على مدينتهم، وما احتازوا من الأرض، وأن تكون مزارعهم حمى لهم لا يمسها المسلمون٢.

فتح مكران:

تدخل مكران ضمن أراضي السند -باكستان اليوم- ولكن جزءًا منها يقع ضمن أراضي إيران، وهي ناحية واسعة، غزاها الحكم بن عمرو التغلبي، فاصطدم بحاكمها راسل، وانتصر عليه واستقر فيها، وكتب إلى عمر يبشره بالفتح مع صحار العبدي، وسأله عمر عن مكران، كما هي عادته كلما قدم عليه رسول يبشره بفتح ناحية، فأجابه: "يا أمير المؤمنين، أرض سهلها جبل، وماؤها وشل -قليل-وتمرها دقل-أردأ التمر-، ولصها بطل، وخيرها قليل، وشرها طويل، والكثير بها قليل، والقليل بها


١ الطبري: ج٤ ص١٨٠.
٢ المصدر نفسه: ص١٨٠، ١٨١.

<<  <   >  >>