وعالجت في الفصل الخامس الفتوح في عهد أبي بكر الصديق، في العراق وبلاد الشام، وقد ارتبطت بدايات فتوح العراق بانتهاء حروب الردة حيث وجد المسلمون أنفسهم على حدود هذا البلد، فسيطروا على جنوبه ووسطه. واشتهر كل من المثنى ابن حارثة الشيباني، وخالد بن الوليد، اللذان حققا هذا الإنجاز، وكانت بلاد الشام في مقدمة اهتمامات أبي بكر الهادفة إلى
التوسع عبر المناطق المألوفة للعرب جغرافيًا، فأرسل الجيوش إلى هذه البلاد
لفتحها، فانتشر المسلمون في ربوعها، ونتيجة للصحوة البيزنطية المتمثلة برد الفعل، احتاج المسلمون إلى قيادة خالد بن الوليد، فانتقل من العراق إلى بلاد الشام بناء لأوامر الخليفة، وقاد المسلمين من نصر إلى نصر في عدة معارك أهمها أجنادين.
وخصصت الفصل السادس لتدوين أحداث فتوح العراق حتى معركة القادسية، وذلك في عهد عمر بن الخطاب الذي تولى الخلافة بعد وفاة أبي بكر الصديق. وخاض المسلمون عدة معارك ضد الجيوش الفارسية، أشهرها القادسية، وقد انتصر المسلمون فيها، وحطموا القوة الميدانية للجيش الفارسي، وأدى مقتل رستم، القائد الفارسي، في هذه المعركة إلى ازدياد اليأس، والاضطراب في المجتمع الفارسي، وفتح هذا الانتصار الباب واسعًا أمام المسلمين لاستكمال فتوح العراق، والانطلاق إلى المناطق الشرقية للإمبراطورية الفارسية، وبرز سعد بن أبي وقاص كقائد محترف أدار المعركة بنجاح.
وعالجت في الفصل السابع استكمال فتوح العراق، وفتوح بلاد فارس حيث نجح المسلمون في فتح المدائن عاصمة الإمبراطورية الفارسية، وجلولاء وحلوان، وطهروا العراق من بقايا الوجود الفارسي، ثم فتحوا تكريت ونينوى، والموصل في شمالي العراق، وقرقيسياء وهيت على الفرات، وماسبذان الواقعة على الحدود العراقية الفارسية، ثم الأبلة والبصرة في الجنوب، ودخلوا الأقاليم الفارسية الشرقية، ففتحوا الأهواز وتستر والسوس، ونهاوند وهمذان وأصفهان، وقومس وجرجان، وطبرستان وأذربيجان، وإقليم فارس وكرمان وسجستان، ومكران وخراسان، وطاردوا الإمبراطور الفارسي يزدجرد الذي فر من مدينة إلى مدينة حتى انتهى به المطاف إلى الخروج من بلاده، واحتمى بملك الترك حيث قتل بعد ذلك، وتم القضاء على الإمبراطورية الفارسية.
وتطرقت في الفصل الثامن إلى أحداث استكمال فتوح بلاد الشام، وفتوح الجزيرة وأرمينية والباب، وتحدثت عن عزل خالد بن الوليد، عن قيادة جيوش المسلمين في