الإسلامي نتيجة الفتوح، وتدفق الأموال وتكديسها، وقد أفرزت حياة جديدة للمسلمين، وعلاقات تصادمية بين الإدارة المركزية، وجمهور القبائل الذين تركزوا في الأمصار بفعل هيمنة المدينة على القرار السياسي من خلائل إعادة هيكلية، وتحديد وظيفة الخلافة، وصلاحيات الخليفة على حساب دور القبائل ومنزلتها، وقد ذهب عثمان ضحية ذلك.
وعالجت في الفصل الثالث عشر أوضاع المسلمين العامة في ظل خلافة علي بن أبي طالب الذي تولى الخلافة بعد مقتل عثمان في ظل الانقسام الذي أفرزته الثورة، واتساع الهوة بين الفئات المتناقضة التوجهات في المجتمع الإسلامي، وقد خلقت فرزًا اجتماعيًا جذريًا بين الجمهور القبلي من جانب، وبين النخبة القرشية من جانب آخر، وعد اختياره انقلابًا على نهج عثمان، وعودة إلى نهج عمر المتشدد، على الرغم من تغير الظروف الموضوعية واختلافها كثيرًا، مما خلق معارضة سياسية ضد حكمه تمثلت بقيام حلف بين طلحة بن عبيد الله، والزبير بن العوام، وعائشة أم المؤمنين، كما عارضته الفئات الأموية بزعامة معاويءة بن أبي سفيان، بحجة الثأر لمقتل عثمان، وتواجه المسلمون عسكريًا لأول مرة في تاريخهم في معركة الجمل، وانتصر علي على قوى التحالف، وقتل كل من طلحة والزبير، وسيطر علي على العراق، واستعد لمواجهة معاوية القابع في بلاد الشام.
واستكملت في الفصل الرابع عشر الحديث عن أوضاع المسلمين العامة في ظل خلافة علي بن أبي طالب من واقع الصراع بينه، وبين معاوية بالإضافة إلى الخوارج الذين ظهروا على الساحة السياسية بعد معركة صفين التي جرت بين الرجلين، وما جرى من إشكالات سياسية على أثر معركة صفين، فقد اتفق الخوارج على التخلص من علي بن أبي طالب، ومعاوية بن أبي سفيان، وعمرو بن العاص الذين عدوهم المسئولين المباشرين عن انقسام المسلمين وتشتتهم، فنجحوا في اغتيال الأول في الكوفة، وفشلوا في اغتيال معاوية في دمشق، وعمرو في مصر، وبمقتل علي بن أبي طالب، انتهى عصر صدر الإسلام.
وأنا على ثقة بأن القارئ سيجد في هذه الدراسة متعة وافئدة، كما سيلمس موضوعية في معالجة الأحداث.
والله أسأل أن يجعلها خالصة لوجهه الكريم، وأن ينفع بها القارئ العربي والمسلم، إنه سميع مجيب.