للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الحديث السادس والستون: المحسن في إسلامه.]

عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مِنْ حُسْن إِسْلَامِ الْمَرْءِ تَرْكُه مَا لَا يَعنيه".

رواه مالك١. وَرَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ٢، ورَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ٣ وَعَنْ أَبِي هريرة٤.

الإسلام - عند الإطلاق - يدخل فيه الإيمان، والإحسان. وهو شرائع الدين الظاهرة والباطنة. والمسلمون منقسمون في الإسلام إلى قسمين، كما دلّ عليه فحوى هذا الحديث.

فمنهم: المحسن في إسلامه. ومنهم: المسيء.

فمن قام بالإسلام ظاهراً وباطناً فهو المحسن {وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً} [النساء: ١٢٥] . فيشتغل هذا المحسن بما يعنيه، مما يجب عليه تركه من المعاصي والسيئات، ومما ينبغي له تركه، كالمكروهات وفضول المباحات التي لا مصلحة له فيها، بل تفوت عليه الخير.

فقوله صلى الله عليه وسلم: "مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ المرء تركه ما لا يعنيه" يعم ما ذكرنا.


(١) صحيح, أخرجه مالك في "الموطأ" ٢/٢١٠, أو رقم: ١٧١٨ -ط المعرفة, وأحمد ١/٢٠١, عن علي بن الحسين عن أبيه مرفوعاً, وورد مرسلاً عن عليّ بن الحسين عن النبيّ صلّى الله عليه وسلم. وقد خرّجته مرفوعاً ومرسلاً في "روح العارفين" رقم: ١٥ فلينظر.
(٢) أخرجه: ابن ماجه رقم: ٣٩٧٦, والترمذي ٢٣١٧, وابن حبان ٢٢٩, والطبراني في "الأوسط" ٣٦١, والقضاعي في "مسند الشهاب" ١٩٢, والبغوي في "شرح السنة" ٤١٣٢.
(٣) مضى تخريجه.
(٤) مضى تخريجه.

<<  <   >  >>