للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الحديث السابع والثمانون: من فضائل سُورَةِ الْإِخْلَاصِ.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} تَعْدِلُ ثلث القرآن" رواه مسلم١.

تكلم أهل العلم على معنى هذه المعادلة وتوجيهها.

وأحسن ما قيل فيها: أن معادلتها لثلث القرآن؛ لما تضمنته من المعاني العظيمة: معاني التوحيد، وأصول الإيمان. فإن المواضيع الجليلة التي اشتمل القرآن عليها:

(١) - إما أحكام شرعية: ظاهرة أو باطنة، عبادات أو معاملات.

(٢) - وإما قصص وأخبار عن المخلوقات السابقة واللاحقة، وأحوال المكلفين في الجزاء على الأعمال.

(٣) - وإما توحيد ومعارف، تتعلق بأسماء الله وصفاته، وتفرده بالوحدانية والكمال، وتنزهه عن كل عيب، ومماثلة أحد من المخلوقات.

فسورة {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} مشتملة على هذا، وشاملة لكل ما يجب اعتقاده من هذا الأصل، الذي هو أصل الأصول كلها.

ولهذا أمرنا الله أن نقولها بألسنتنا، ونعرفها بقلوبنا، ونعترف بها وندين لله باعتقادها. والتعبد لله بها، فقال: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} .

فالله: هو المألوه المستحق لمعاني الألوهية كلها، التي توجب أن يكون هو المعبود وحده، المحمود وحده، المشكور وحده، المعظم المقدس، ذو الجلال والإكرام.

و"الأحد" يعني: الذي تفرد بكل كمال، ومجد وجلال، وجمال وحمد، وحكمة ورحمة، وغيرها من صفات الكمال.


(١) أخرجه: مسلم في "صحيحه" رقم: ٨١١ بعد ٢٥٩, ٢٦٠, و٨١٢, ٨١٣.

<<  <   >  >>