للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الحديث الأول: النيّة والإخلاص.

عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: "إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ. وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ فَهجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ. وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصِيبُهَا أَوِ امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا. فَهِجْرَتُهُ إِلَى ما هاجر إليه". متفق عليه١.

[الحديث الثاني: التحذير من البدع]

عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ". - وَفِي رِوَايَةٍ: "مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أمرنا - فهو رد" متفق عليه٢.

هذان الحديثان العظيمان يدخل فيهما الدين كله، أصوله وفروعه، ظاهره وباطنه. فحديث عمر ميزان للأعمال الباطنة، وحديث عائشة ميزان الأعمال الظاهرة.

ففيهما الإخلاص للمعبود، والمتابعة للرسول اللذان هما شرط لكل قول وعمل، ظاهر وباطن. فمن أخلص أعماله لله متبعاً في ذلك رسول الله صلّى الله عليه وسلم فهذا الذي عمله مقبول. ومن فقد الأمرين أو أحدهما فعمله مردود، داخل في قول الله تعالى: {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُورًا} [الفرقان:٢٣] , والجامع للوصفين داخل في قوله


(١) أخرجه: البخاري في "صحيحه" رقم: ٦٦٨٩, ومسلم في "صحيحه" رقم: ١٩٠٧ بعد ١٥٥. وفيهما: "بالنية" بدل "بالنيات" و"يتزوّجها" بدل: "ينكحها". ووردت عندهما بنفس الألفاظ دون قوله: "فمن كانت هجرته ... ".
(٢) أخرجه: البخاري في "صحيحه" رقم: ٢٦٩٧, ومسلم في "صحيحه" رقم: ١٧١٨. أمّا الرواية الثانية فأخرجها مسلم في "صحيحه" رقم: ١٧١٨ بعد ١٨. وعلّقها البخاري في "صحيحه" قبل رقم: ٧٣٥٠. وانظر: "فتح الباري" ٥/٣٠٢ و"تغليق التعليق" ٣/٣٩٦, و٥/٣٢٦.

<<  <   >  >>