للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال صلّى الله عليه وسلم: "المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل"١، "ومثل الجليس الصالح، كحامل المسك: إما أن يَحْذيك وإما أن يبيعك، وإما أن تجد منه رائحة طيبة، ومثل الجليس السوء كنافخ الكِيْر: إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ، وِإِمَّا أَنْ تجد منه رائحة خبيثة"٢.

وإذا كان هذا في محبة الخلق فيما بينهم، فكيف بمن أحب الله، وقدَّم محبته وخشيته على كل شيء؟ فإنه مع الله، وقد حصل له القرب الكامل منه. وهو قرب المحبين، وكان الله معه. {إِنَّ اللهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ} . [النحل:١٢٨] , وأعلى أنواع الإحسان محبة الرحيم الكريم الرحمن، محبة مقرونة بمعرفته.

فنسأل الله أن يرزقنا حبه، وحب من يحبه، وحب العمل الذي يقرّب إلى حبه؛ إنه جواد كريم. وبالله التوفيق.


(١) حسن, أخرجه أحمد ٢/٣٠٣, ٣٣٤, وعبد بن حميد في "المنتخب" ١٤٣١, وأبو داود ٤٨٣٣, والخطيب في "تاريخ بغداد" ٤/١١٥, والترمذي ٢٣٧٨, والمزي في "تهذيب الكمال" ٢٩/١٦٦-١٦٧, والطيالسي ٢١٠٧, والحاكم ٤/١٧١, وانظر "الاعتصام" ١/٢٢٤-٢٢٥, للشاطبي وتعليق شيخنا مشهور -حفظه الله- عليه.
(٢) هو الحديث الثامن والستون المتقدّم وتخريجه هناك ص١٥٦.

<<  <   >  >>