للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولا تحله الذكاة ولا غيرها.

الثالث: ما كان طاهراً في الحياة وبعد الممات، ولكنه لا يحل أكله، وذلك كالحشرات التي لا دم لها سائل.

الرابع: ما كان طاهراً في الحياة وبعد الذكاة. وذلك كالحيوانات المباح أكلها، كبهيمة الأنعام ونحوها.

الخامس: ما كان طاهراً في الحياة وبعد الممات، ذُكِّي أو لم يُذَك وهو حلال، وذلك كحيوانات البحر كلها والجراد.

واستدل كثير من أهل العلم بقوله صلّى الله عليه وسلم: "إنها من الطوافين عليكم والطوافات" بطهارة الصبيان، وطهارت أفواههم، ولو بعد ما أصابتها النجاسة، وكذلك طهارة ريق الحمار والبغل وعرقه وشعره. وأين مشقة الهر من مشقة الحمار والبغل؟

ويدل عليه: أنه صلّى الله عليه وسلم كان يركبها هو وأصحابه، ولم يكونوا يتوقَّون منها ما ذكرنا. وهذا هو الصواب.

وأما قوله صلّى الله عليه وسلم في لحوم الحمر يوم خيبر: "إنها رجس"١ أي: لحمها رجس نجس حرام أكله. وأما ريقها وعرقها وشعرها: فلم ينه عنه، ولم يتوقّه صلّى الله عليه وسلم.

وأما الكلاب: فإنه صلّى الله عليه وسلم أمر بغسل ما ولغت فيه سبع مرات إحداهن بالتراب٢.


(١) أخرجه: البخاري في "صحيحه" رقم: ٥٥٢٨, ومسلم في "صحيحه" رقم: ١٩٤٠.
(٢) أخرجه: البخاري في "صحيحه" رقم: ١٧٢, ومسلم في "صحيحه" رقم: ٢٧٩.

<<  <   >  >>